السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته 
مضوع جديد هام : مرض السكري ، أسئلة و أجوبة
أتمنى أن تقـرأو الموضوع و تستفيدوا منه , و اللهم أحفظ كل مريض و مع متمنياتي بالشفاء للجميع
في القريب إن شـاء الله .
السؤال الأول :- 
ما هو مرض السكري؟ 
مرض السكري هو المرض الناتج عن نقص مطلق في الأنسولين (وهو النوع الأول)، أو نقص نسبي في الأنسولين (وهو النوع الثاني). ولنقص الأنسولين هذا لا يستطيع الجسم أن يحصل على الطاقة من المواد الأولية وخاصة النشويات التي تتسبب في زيادة السكري في الدم. وعندما تتسبب لا يستطيع الجسم أن يتعامل مع السكر عند بلوغ حد معين (200-250ملغم) يبدأ خروجه في البول، ويآخذ معه كثيرا" من الماء والأملاح، فيبدأ المريض بالإفراط في البول، ثم يشعر بالعطش الشديد والإعياء، ونزول الوزن. 
السؤال الثاني :- 
ما هو سبب النوع الأول؟ 
هو وجود أجسام مضادة تهاجم خلايا غدة البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين وإفرازه مما يؤدي، بعد فترة، إلى نقص في عدد هذه الخلايا، وبالتالي نقص كمية الأنسولين في الدم اللازمة لإبقاء سكر الدم في مجاله الطبيعي. 
السؤال الثالث :- 
ما هو سبب النوع الثاني ؟ 
أما النوع الثاني فيكون سببه نقص في كمية الأنسولين، بمعنى أن أنسجة الجسم تصبح غير حساسة بدرجة كافية لكمية الأنسولين الإعتيادية، ولهذا يحتاج الجسم لكميات آكثر من الأنسولين. وعند عدم توافر هذه الكمية يبدأ سكر الدم بالإرتفاع. وتعتبر السمنة من أهم أسباب حدوث النقص في حساسية أنسجة الجسم للأنسولين.
السؤال الرابع :- 
ما هو الهدف المنشود من علاج السكري ؟ 
الهدف من علاج مرض السكري هو 
1- إبقاء سكر الدم، بقدر الإمكان، في مستواه الطبيعي، مع أنه من المستحيل أن تضمن عدم حدوث حالات هبوط السكر نتيجة العلاجات التي يأخذها المريض. 
2- تقليص إحتمال ظهور مضاعفات السكري أو على الأقل تأخيرها بقدر الإمكان وتخفيف حدتها وذلك إذا ما تم إبقاء سكر الدم في مستواه الطبيعي. ولكي نحقق الهدف الأول، وهو بقاء المريض دون أعراض العطش الشديد، والتبول الشديد، والدهن، فيجب أن لا يزيد مستوى السكر في الدم عن 150-160 ملغم % . ولمنع المضاعفات المزمنة فيجب أن لا يزيد مستواه في الدم على المستوى الطبيعي، وهو أقل من 120 ملغم % قبل الآكل، وأقل من 200 ملغم % بعد الآكل. 
السؤال السادس :- 
هل بالضرورة أن كل شخص بدين يصاب بالسكري في النهاية؟ 
من المسلم به أن السمنة تساعد على ظهور أعراض السكري وتمهد له. فالسمنة تجعل خلايا الجسم قليلة التجاوب مع الأنسولين، مما يشكل في نهاية الأمر عبئا" على الخلايا المنتجة للأنسولين، فيصبح إفرازه أقل مما يحتاج إليه الجسم، حيث يؤدي هذا العجز النسبي إلى إرتفاع نسبة السكر في الدم. ولهذا تعتبر السمنة مرحلة أولية مبكرة من مراحل السكري إذا لم يتجنبها المريض بالوقاية، أو لم يعالجها إن حدثت، فإن ذلك سيؤدي لظهور السكري وربما أمراض آخرى تبعا" لذلك، ولكن هذا لا يعني بالضرورة إصابة كل بدين بالسكري أو أن إصابة من ليس بدينا" ليست مستحيلة. 
السؤال السابع :- 
إلى أي مدى تؤثر جغرافية المكان على الإصابة بمرض السكري؟ 
الموقع الجغرافي بحد ذاته لا يؤدي إلى حدوث السكري، إلا أنه من الملاحظ أن النوع الأول من السكري منتشر في البلاد الأسكندنافية، وبالتحديد فنلندا أكثر من غيرها، وكذلك في جزيرة سردينيا من البلدان...... وقد تلعب الجينات المورثة لدى سكان هذه البلدان دورا" في إنتشار هذا المرض. كما لوحظ أيضا" أن إنتقال أناس من بلاد نسبة إنتشار السكري فيها قليلة إلى بلاد ينتشر فيها هذا المرض، مع وجود حياة رفاهية وقلة المجهود البدني مع الإفراط في تناول الطعام والكحول، فإن كل هذا يؤدي إلى أن يصبح هؤلاء الناس مع الوقت أكثر عرضه للإصابة بالسكري، وهذا يثبت دور البيئة ونوعيتها في حدوث السكري. 
السؤال الثامن :- 
ما هــــو دور الظــروف الإجتماعيـة المحيطة فــي ظهــــور السكـــــري ( بعد حدوث مشكلة)؟ 
الظروف الإجتماعية المعاكسة، والمشكلات لا تؤدي إلى الإصابة بالسكري بل تساعد في إظهاره عند من لديهم إستعداد وراثي، كما أن هذه الظروف قد تؤدي إلى إضطراب مؤقت في السيطرة على السكري. وعليه يجب على المريض أن يحسب حساب ذلك بزيادة جرعات دوائه خلال الأزمات، بهدف السيطرة التامة على المرض مهما كانت الظروف التي يمر بها. 
السؤال التاسع :- 
هل الإكثار من أكل السكر يسبب السكـــــــري؟ 
يختلف السكر بإختلاف صفاته وتركيبه الكيماوي ومصادره، فسكر الفركتوز موجود في الفواكة، وهو يختلف عن السكروز الذي نستعمله في تحليه المشروبات والحلويات ومصدره من قصب السكر والبنجر على الأغلب. 
تؤدي السكريات عموما" إلى إرتفاع نسبة السكر في الدم، وبعد تناولها يقوم البنكرياس في الإنسان السليم بإفراز كميات كافية من الأنسولين لإعادة السكر إلى مستواه الطبيعي، ولهذا فإن تناول السكريات بإعتدال لا يؤدي إلى مرض السكري، أما عند مرضى السكري فالبنكرياس يكون عاجزا" أما جزئيا" أو كليا" عن إفراز ما يحتاجه الجسم من الأنسولين. ويؤدي إفراط المريض في تناول السكريات إلى فقدان السيطرة على المرض. ونتذكر دائما إن الوقاية خير من العلاج، فإفراط الاصحاء في تناول السكريات الغنية بالسعرات الحرارية يؤدي إلى السمنة التي بدورها تؤدي إلى ظهور السكري عند المهيأين لذلك. 
السؤال العاشر :- 
هل يصيــــــــــب السكــــري فئـــة عمـــــــــــــرية معينــــــــة؟ 
لا تقتصر الإصابة بالسكري على فئة عمرية، لإنه يصيب الأطفال والشباب و الكهول، ولكن عند حدوثه في فئة عمرية محددة تكون سماته مشتركة من حيث نوعية العلاج فالنوع الأول من السكري الذي يصيب الأطفال واليافعين والشباب يعتمد في علاجه على الأنسولين ويحدث بشكل حاد وتبدأ مضاعفاته في الظهور بعد نحو عشر سنوات تقريبا" من حدوثة. أما النوع الثاني من السكري الذي يصيب من هم في سن الأربعين فما فوق فإنه لا يعتمد على الأنسولين، ويمكن علاجه بالحمية أولا"، ثم بتناول الأقراص إن لم تكف الحمية للسيطرة عليه، ويكون حدوثه بشكل غير حاد وبأعراض خفيفة في البداية، ولكن ظهور مضاعفاتة يكون بعد فترة وجيزه من إكتشافه وربما تظهر المضاعفات مع إكتشافه، إذ قد يكون المرض قد أصاب المريض منذ فترة غير قصيرة، ولكنه لم يكتشفه نظرا" لإن حدة أعراضه خفيفه. 
إن ظهور أعراض مرض السكري يعني وجود نقص في كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، أو يعني أن أنسجةالجسم ( خاصة عند البدناء) لا تستجيب لمفعول الأنسولين، وفي كلتا الحالتين يؤدي ذلك إلى إرتفاع نسبة السكر في الدم. ولكن بعض مرضى السكري من النوع الثاني يستطيعون بالحمية، والرياضة البدنية، وبدون أدوية، تخفيف أوزانهم وضبط مستوى السكر، وهذا لا يعني بإنهم قد شفوا من المرض، فالسكري مرض دائم وليسس علة عابرة، فإذا عاد هؤلاء المرضى إلى الإفراط في الطعام وقلة النشاط، فإن أعراض المرض تعاودهم ويرتفع مستوى سكر الدم لديهم. 
السؤال الحادي عشر :- 
هل ينصـــــــح بالزواج بالنسبــــة لمرضـــــى السكــري؟ 
من الأسلم أن يقوم كل مقبل على الزواج بإجراءات تتضمن بعض الفحوصات للتأكد من خلوه من بعض الأمراض الوراثية (مثل مرض ثلاسيميا الدم على سبيل المثال لا الحصر). ولا يوجد إجراء محدد بالنسبة لمرضى السكري قبل الإقبال على الزواج. ولكن من المستحسن التأكد من عدم إرتفاع سكر الدم لدى الطرفين المقبلين على الزواج، وخاصة إذا وجد عند أحدهما تاريخ عائلي للسكري أو كان أحدهما أو كلاهما بدينا". 
إن إكتشاف السكري أو الإستعداد لهذا المرض، بالرغم من قلة الأعراض، يتيح من البداية معالجته في طور مبكر. وكما سبقت الإشارة في أحد الأجوبة السابقة فإن مريض السكري يستطيع أن يحيا حياة طبيعية، وأن يتزوج وينجب كأي إنسان سليم آخر، إذا كان على دراية تامة بإستحقاقات مرضه من حيث العلاج، ونمط الحياة الصحي. 
السؤال الثاني عشر :- 
لماذا لم يكن مرض السكري معروفا" قبل ثلاثين عاما" ؟ وهل للأطعمة بأنواعها دور في ذلك؟ 
إذا رجعنا لتاريخ السكري نجد أنه كان معروفا" منذ القدم، وقد ذكره في أوراق البردى منذ عهد الفراعنة. إن إنتشاره وإنحساره أحيانا" له علاقة بنوعية الحياه وكثرة تناول الأطعمة وخاصة الدهنية منها، والقول أن السكري كان محدود الإنتشار قبل ثلاثين إلى خمسين عاما" في الأردن قول صحيح، لإن الحياه كانت مختلفة عما هي الآن، فغالبية الناس كانوا من المزارعين والكادحين ليل نهار لكسب قوت يومهم، وطعامهم قليل الدهنيات والحلويات الشائعة الآن، والتي إنتشر تناولها مع تحسن الأوضاع الإقتصادية، وتغير نمط الحياة خلال الخمسين سنة الماضية، إذ أصبح الناس يأكلون كثيرا" ويعملون قليلا". وبعد أن كان الطعام خشنا" غنيا" بالألياف المفيدة للجسم أصبح دسما" غنيا" بالحلويات المتنوعة، فأنتشرت السمنة بشكل وبائي مما أدى إلى إنتشار حالات إرتفاع ضغط الدم والسكري، وغيرهما من الأمراض في البلاد العربيه. 
السؤال الثالث عشر :- 
السمنة ماهي السبل أولا" للوقاية منها، ثانيا" علاجها ؟ 
علينا أن نتعامل مع السمنة على أنها "مرض" لا على أنها "صحة" كما يظن عامة الناس خطأ. فالبدانة من أخطر أمراض سوء التغذية التي تؤذي القلب والمرارة والشرايين والمفاصل وتؤثر على إفراز معظم الهرمونات، وتجعل أنسجة الجسم أقل إستجابة للأنسولين، وبذلك ترهق البنكرياس، وتمهد لظهور أعراض السكري، وتجعل البدين أكثر عرضه للإصابة بالأورام مثل سرطان الثدي والرحم عند الإناث، وسرطان البروستات عند الذكور، وأورام الجهاز الهضمي عند الجنسين. 
إن أهم وسيلة لمحاربة السمنة هي منع حدوثها بتجنب الإفراط في تناول الطعام إقتداءا" بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" وقوله في حديث آخر " ما ملأ إبن آدم وعاءا" شرا" من معدته فإن كلن لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لهوائه". 
وتعالج السمنة بتغيير المريض لإسلوب حياته ووالإبتعاد عن الإفراط في تناول الطعام، وخاصة الأطعمة الدسمة والحلويات الغنية بالسعرات الحرارية، كما يجب عليه مزاولة النشاط الرياضي الملائم بصورة كافية ومنتظمة وأن يكون ذلك تحت مراقبة وإرشاد طبيبه المختص في المراحل الأولى من العلاج. وبعد أن ينجح في إنزال وزنه للمستوى المرغوب، عليه أن يحافظ على هذا النجاح بمتابعة نظام الطعام الصحي، والنشاط الرياضي المنتظم. 
السؤال الرابع عشر :- 
هل للحالة النفسية وإضطراب ظروف الحياة علاقة بالأمراض ؟ حيث نعتقد أن إضطراب النفس وعدم الطمأنينة سبب رئيسي في إنتشار المرض فما تعليقكم على ذلك؟ 
الإضطرابات النفسية، وفقدان الطمأنينة، وظروف الحياه المعاكسة ليست من الأسباب المباشرة لظهور مرض السكري. ولكن بما أنها تزيد من إفراز الهرمونات مثل الأدرنالين والكورتيزون المعاكسين للأنسولين، فإن ذلك يعجل بظهور أعراض مرض السكري عند المهيئين له بالوراثة. غير أن قسوة ظروف الحياه لا تؤدي لظهور السكري عند الذين ليس لديهم إستعداد وراثي لهذا المرض. 
السؤال الخامس عشر :- 
ما هي علاقة السمنة بالسكري، وهل السمنة سبب للسكري وضغط الدم؟ 
نعم. ثم نعم، ثم نعم، فالسمنة تعتبر المرحلة الأولية لمرض السكري، لإن عمليات الوظائف الحيوية للجسم البدين تحتاج إلى عمليات وظائفة الحيوية لأضعاف كمية الأنسولين مقارنة بالإنسان عادي الوزن، كما أن أنسجة جسم البدين تقاوم مفعول الأنسولين، فيضطر البنكرياس إلى إفراز كميات مضاعفة من الأنسولين للوفاء بحاجة الجسم، لكنه في النهاية يعجز عن ذلك، فيرتفع سكر الدم وتظهر أعراض المرض. 
كما أن زيادة إفراز الأنسولين تؤدي إلى تصلب الشرايين، وإرتفاع ضغط الدم، مما يرهق القلب. لذلك فإن المحافظة على الوزن المرغوب تقي من الإصابة بالسكري وضغط الدم. والتخلص من الوزن الزائد هو من أهم وسائل العلاج لكل من السكري وضغط الدم. 
السؤال السادس عشر :- 
ما هو سن الإصابة بالسكري ؟ وهل هناك علاقة بين تميع الدم والسكري؟ وهل مرض السكري معدي ؟ 
ليس للإصابة بالسكري سن معينة، فهو يصيب الخداج كما يصيب الأطفال والشباب والكهول، الذكور منهم واٌلإناث على حد سواء، لا يفرق بين جنس، ولون، أو طبقة إجتماعية، كما يصيب الذين يعيشون في الأدغال والبوادي والأرياف والمدن. 
وليس للسكري علاقة بتميع الدم، ولا علاقة له بالعدوى، ولكن النوع الثاني منه الذي يصيب البالغين، ولا يعتمد في علاجه على الأنسولين قابل للإنتقال بالوراثة من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد. 
السؤال السابع عشر :- 
المكان الجغرافي للإنسان هل له علاقة بمرض السكري؟ والزمان والسن هل لهما دور خطير في إنتشار مرض السكري؟ ومناخ البحر المتوسط هل له أثر في منع هذا المرض ؟ 
لا يوجد مكان في العالم خال من السكري، ولكنه أكثر إنتشارا" في بعض البلدان وعند بعض الأجناس أكثر من غيرها. ولا توجد منطقة جغرافية مصانة من هذا المرض، ولا يوجد أيضا" جنس بشري محصن ضده. أما مناخ البحر الأبيض المتوسط فلا يمنع حدوث هذا المرض. وعلى العكس فإن هناك مناطق مثل جزيرة سردينيا تعتبر من آكثر المناطق التي يصاب بها الأطفال بالنوع الأول من السكري. 
السؤال الثامن عشر :- 
هل يتطور النوع الثاني إلى النوع الأول من مرض السكري؟ 
يختلف النوع الأول من السكري عن النوع الثاني من حيث المسببات، وكيفية ظهور الأعراض لأول مرة. فسبب النوع الأول كما ورد في الجواب على السؤال الأول هو حدوث إضطراب ذاتي في جهاز المناعة، بحيث يولد جسم المريض مضادات لخلايا "بيتا" في البنكرياس التي تفرز الأنسولين، وهذه المضادات تدمر خلايا "بيتا"، فتتوقف عن إفراز الأنسولين فيرتفع سكر الدم، ويؤدي إرتفاعه لتواتر التبول، ونزول السكر في البول،وإلى شدة العطش ونزول الوزن، ويلجأ الجسم إلى الدهنيات والعضلات فيحللها كمصدر بديل للطاقة، فيصاب المريض بالهزال، وبنقص الوزن ويصبح بحاجة ماسة إلى حقن الأنسولين إنقاذا" لحياته لإن النوع الأول لا يستجيب للعلاج بالأقراص. 
أما النوع الثاني من السكري الذي يصيب البدناء فسببه أن الخلايا الدهنية في جسم البدينين لا تستجيب كالعادة للأنسولين، بل تقاوم مفعوله فيضطر البنكرياس إلى إفراز كميات مضاعفة من الأنسولين لتلبية حاجات الجسم، مما يؤدي في النهاية إلى إرهاقه وعجزه النسبي عن إفراز الكميات التي يحتاجها الجسم، فيرتفع نسبة السكر في الدم، وتظهر أعراض السكري (تواتر التبول، ونزول السكر في البول .. الخ) إلا أن هذه الأعراض تكون أقل حدة من الأعراض في النوع الأول من السكري. 
ويعتمد علاج النوع الثاني، في المقام الأول، على تنزيل الوزن للمستوى المطلوب بالحمية والنشاط الرياضي. فإذا لم يؤد ذلك إلى إختفاء الأعراض فتوصف الأقراص المنشطة للبنكرياس أو الأقراص التي تقلل من إمتصاص السكريات في الأمعاء، مما يؤدي إلى نزول سكر الدم إلى مستواه الطبيعي. وبعد عدة سنوات عندما يعجز البنكرياس كليا" عن إفراز الأنسولين، وتتعطل إستجابته للأقراص يصبح المريض بحاجة إلى العلاج بحقن الأنسولين. 
الوراثــــــــــــــــــــــــــــــة 
السؤال التاسع عشر :- 
هل مرض السكري وراثي؟ 
تلعب الوراثة دورا" مهما" في ظهور السكري خاصة في النوع الثاني ( السكري غير المعتمد على الأنسولين) عندما تكون هناك زيادة في وزن الجسم، حيث أن السمنة عامل قوي يساعد على ظهور أعراض مرض السكري. أما في النوع الأول ( السكري المعتمد على الأنسولين) فدور الوراثة اقل أهمية في الأصابة بالمرض من العوامل المناعية التي تلعب الدور الرئيسي في حدوث المرض. فالإضطراب المناعي في جسم المريض يتميز بظهور مضادات مدمرة لخلايا " بيتا" التي تفرز الأنسولين في البنكرياس تؤدي لتوقفه كلية عن إفراز الأنسولين وظهور أعراض مرض السكري. لذلك فإن حقن الأنسولين هي العلاج الوحيد لهذا النوع المسمى " السكري المعتمد على الأنسولين". 
ولا بد من القول أنه إذا أظهرت السيرة العائلية للمريض وجود حالات مرض السكري في العائلة، فإنه يتوجب على المريض تجنب الإفراط في تناول الطعام، وعليه ممارسة النشاط البدني والرياضة، ما أمكن، للتخلص من السمنة أو تجنب حدوثها، لإن تضافر السمنة مع التاريخ العائلي الإيجابي للسكري يجعل الإصابة بالمرض محققة الوقوع. 
السؤال العشرون :- 
نسمع عن أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من العمر مصابون بمرض السكري، فهل لذلك علاقة بالوراثة ؟ 
الأطفال المصابون بمرض السكري قبل العاشرة يعانون عادة من النوع الأول ( السكري المعتمد على الأنسولين)، وقد ذكرنا في أجوبة على أسئلة سابقة أن عامل الوراثة قد يكون موجودا" ولكن تأثيره في هذا النوع الأول قليل للغاية، كما أظهرت دراسة التوائم المتماثلة. لذا فإن النوع الأول من السكري يعتبر من أمراض إضطراب المناعة، وليس من أمراض الوراثة. 
السؤال الحادي والعشرون :- 
هل مرض السكري وراثي وكم النسبة إذا كان كذلك؟ وهل كثرة تناول الحلويات والسكاكر سبب في مرض السكري؟ 
ورد في أجوبة سابقة أن سبب النوع الأول من السكري ليس وراثيا" في الأصل، وإن كان هناك إستعداد وراثي فإن دوره قليل. لكن الوراثة تلعب دورا" رئيسيا" مهما" في النوع الثاني من السكري. أما تناول الحلويات والسكريات فلا تسبب السكري عند الأشخاص العاديين، لكن الإكثار من تناولهما يؤدي إلى السمنة، التي بدورها ترهق البنكرياس، كما أسلفنا، فيصبح عاجزا" عن إفراز كميات الأنسولين المناسبة لجسم البدين. ويتضافر هذا العجز النسبي مع مقاومة خلايا جسم البدين للأنسولين في إرتفاع سكر الدم، وظهور أعراض مرض السكري عند الأشخاص المهيئين وراثيا" لحدوثه. 
السؤال الثاني والعشرون:- 
هل ينتقل مرض السكري بالوراثة ؟ ما هي المحاذير المترتبة على زواج الأقارب ، وهل هذه المحاذير قطعية الحدوث؟ 
مرض السكري نوعان: الأول المعتمد على الأنسولين في علاجه، ويصيب الأطفال واليافعين والشباب تحت سن الثلاثين، وهو مائلا" إلى عدم الوراثة، وقد يكون هناك إستعداد وراثي بسيط. وهو مرض يعتبر من أمراض المناعة حيث توجد أجسام مضادة إما ضد الخلايا التي تفرز الأنسولين، أو مد الأنسولين، و كذلك وجد في التوائم المتماثلة التي أصيب أحدها بهذا النوع من مرض السكري أن إحتمال حدوث مرض السكري من نفس النوع في التؤام الآخر أقل من 50%، أما النوع الثاني من السكري وهو غير المعتمد على الأنسولين فإحتمال عامل الوراثة كسبب من أسبابه قوي جدا" حيث أن إحتمال إصابه أحد التوأمين المتماثلين بعد إصابة الأول من هذا النوع من السكري تعتبر أقرب إلى100%، فلذلك يعتبر النوع الثاني وراثيا" فإذا أصيب الأب أو الأم بمرض السكري فإحتمال إصابة الأطفال يزداد إزديادا" مطردا". أما زواج الأقارب فقد حض الإسلام على تجنبه لقوله عليه الصلاة والسلام "غربوا النكاح" وفي قول آخر "أغربوا تنجبوا" ولكن وجود مرض السكري في أحد الزوجين لا يعتبر كارثة صحية. وإذا ما قرر طرفان الزواج فإن عليهما المعرفة التامة بهذا المرض، والإستعداد لمجابهته، وخاصة قبل الحمل، وأثناء الحمل، والولادة وبالإعتناء الصحي الجيد يمكن الإنجاب بعد الزواج وتربية الأطفال والمعيشة عيشا" هنيئا" دون أي مشكلات تذكر. أما قطعية الحدوث فهذا غير صحيح وإنما هي إحتمالات واردة ولكن ليست قطعية. 


السؤال الثالث والعشرون :- 
إذا تزوجت مصابة بمرض السكري في سن العشرين وهي الآن في سن 24 ما هو إحتمال إصابة الأطفال بالسكري مع العلم أنها ليست مصابة بالسكري وعمرها 25 عاما"؟ 
هذا سؤال هام جدا"، وقد آن الآوان أن يعلم الجميع أن الدراسات قد أثبتت أن إحتمال إصابة الأطفال المولودين لأم مصابة بالسكري بعد سن الخامسة عشرة هو نفس الإحتمال للإصابة إذا لم تكن الوالدة الحامل مصابة،وفي دراسات آخرى هي أقل عند الأم الحامل المصابة بالسكري. 
السؤال الرابع والعشرون :- 
يرفض الأطباء إجراء العمليات الجراحية للمصاب بمرض السكري، حتى أنه لا يستطيع خلع الضرس المصاب بالسوس وهي من أبسط الأمور والسؤال لماذا؟ وما هو الإجراء اللازم لذلك؟ 
يمكن إجراء عمليات جراحية صغرى أوكبرى لمريض السكري، حسب الحاجة، ما دامت نسبة سكر الدم ضمن المجال الطبيعي، بعد السيطرة على السكري سواء بالحمية الغذائية أم الرياضة أم بهما معا" مع الدواء، وضرورة إتخاذ الإحتياطات اللازمة أثناء العملية الجراحية وبعدها لمنع تقلبات سكري الدم إرتفاعا" أوإنخفاضا" نتيجة لظروف العملية، إذ قد يحتاج المريض لحقن الأنسولين مع المحاليل الطبية خلال العملية ولفترة ما بعد ذلك. أما إذا كان السكري غير منتظم قبل العملية فإن الجراحين يؤجلون إجراءها حتى يقوم إختصاصي السكري بضبط مستوى سكر الدم، لإن إجراء العملية الجراحية قبل السيطرة على السكري تعرض المريض للنزيف والإلتهابات نتيجة لضعف مقاومة خلايا الدم البيضاء للجراثيم عندما يكون سكر الدم مرتفعا". 
السؤال الخامس والعشرون :- 
هل هناك أعمال معينة أو وظائف لا يمكن لمرضى السكري أن يعملوا بها؟ 
يمكن القول أن مريض السكري الذي يكون مرضه ضمن السيطرة يستطيع أن يقوم عموما" بمعظم الأعمال التي يقوم بها أي شخص سليم. أما إذا كان السكري خارجا" عن السيطرة وأدى إلى مضاعفات إعتلال الأبصار أو القلب أوالكلى أو الأعصاب،فإن ذلك يحد من قدرته على مزاولة بعض المهن. 
إن من المهم أن يلم مريض السكري بطبيعة مرضه، وأن يتعاون تماما" مع طبيبه في متابعة العلاج لإن ذلك يقيه من حدوث هذه المضاعفات، ويمكنه من مزاولة معظم المهن والأعمال والوظائف أسوة ببقية أفراد المجتمع الأصحاء. 
السؤال السادس والعشرون :- 
هل يسمح لمريض السكري أن يستعمل حمامات المياه المعدنية 
يفضل لمريض السكري عدم إستعماله حمامات المياه المعدنية الحارة، وأن لا يمكث في مائها طويلا"، حيث أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بإرتفاع ضغط الدم، وبإصابات القلب الناتجة عن نقص تروية الدم لعضلة القلب. إن المكوث في الحمامات الساخنة لفترة طويلة يجهد القلب، ويعرضه لعبء غير معتاد، وقد يؤدي لمضاعفات نتيجة لذلك. 
السؤال السابع والعشرون :- 
هل هناك أمل في القضاء على مرض السكري نهائيا"؟ 
السكري ليس مرضا" وبائيا" يمكن الوقاية منه بالمطاعيم، أو بالقضاء على الحشرات الناقلة للعدوى، أو علاجه بالمضادات الحيوية، ولكنه مرض ناتج عن اضطراب في السيطره على مستوى سكر الدم وما يتلو ذلك من مضاعفات. 
إن من الممكن الوقاية من السكري بتجنب السمنة، وذلك بعدم الإفراط في تناول الطعام، وبممارسة الرياضة الملائمة بإنتظام، حيث أن زيادة الوزن تمهد للإصابة بالسكري عند الأشخاص المهيئين وراثيا" وعائليا" لذلك. 
السؤال الثامن والعشرون :- 
ما هـي أســس العنــايــة الطبيـة لمرضــــى السكــري من النوع الأول؟ 
إن إلمام المريض بجميع أوجه مرضه من حيث الأسباب والأنواع والعلاج والمضاعفات هي من أهم أركان العناية بهذا المرض. ولا يتم ذلك إلا إذا توفرت لديه الرغبة الأكيدة للتعايش مع مرضه، وتقبله والتعاون مع الطبيب وفريق العلاج للسيطرة على المرض. 
السؤال التاسع والعشرون :- 
هل يستطيـع مريـــــض السكـري الصيام بـــدون حـــدوث مضــاعفات؟ 
يجب على كل مريض بالسكري أن يتشاور مع طبيبه قبل أن يصوم حرصا" على سلامته، وعموما" فإن مريض السكري المعتمد على الأنسولين، وكذلك الحامل المصابة بالسكري لا ينصحان بالصيام، لإنهما يحتاجان لتناول الطعام بعد كل حقنة أنسولين مباشرة، وإلا تعرضا لنوبات هبوط سكر الدم الحادة والخطرة على الصائم والحامل والجنين.