لعبت الانترنت – خاصة مواقع التواصل الاجتماعي-الدور الأكبر خلال الفترة الماضية في تثقيف العامة حول عدوى كوفيد-19. نرصد –سوياً-سبعة مفاهيم مغلوطة عن فيروس كورونا المستجد.


1. شبكات الجيل الخامس (5G) هي السبب.

ظهرت هذه الشائعة ضمن شائعات المؤامرات العالمية، والحروب الاقتصادية التي تقوم بها الشركات الكبرى.

تؤكد كل التقارير الطبية الصادرة من منظمة الصحة العالمية وجميع المراجع الطبية أن فيروس كورونا المستجد لا يستطيع الانتقال من خلال شبكات المحمول أو الاتصالات بكافة أنواعها. وقد تفشى الفيروس في دول كثيرة لا تمتلك شبكات الجيل الخامس أصلاً!!
علينا أن نعلم جيداً أن الوسيلة الأساسية لانتقال الفيروس هي الرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي لشخص مصاب. ويمكن أن ينتقل أيضاً من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس.


2. سيموت الفيروس عندما يحل الصيف!

من أخطر المفاهيم التي انتشرت وساهمت بشكل كبير أن يهمل الناس التدابير اللازمة على أمل أن تنتهي الجائحة خلال أسابيع أو شهور على الأكثر.

الحقيقة أن الاحصائيات في بداية الجائحة كانت تشير إلى تزايد أعداد المصابين في الدول الأوروبية الباردة. في حين تكاد تنعدم الإصابات في الدول الأفريقية. فظهرت فكرة أن الفيروس قد يكون سريع التأثر بالحرارة المرتفعة. بالتالي ستقل الإصابات خلال فترة الصيف. لكن الاحصائيات الجديدة تُظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن فيروس كورونا المستجد يستطيع الانتقال في جميع الأجواء. وقد انتشر الفيروس في دول أفريقيا والخليج العربي ذات الطقس الحار جداً.
 
3. علاج مرض كوفيد-19.

انتشرت الكثير من العلاجات المختلفة التي يدعي ناشروها أنها تقضي على المرض أو تحمي من الإصابة به. نرصد أشهرها:

1. المضادات الحيوية: لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، بل تقضي على الباكتيريا. مرض كوفيد-19 سببه فيروس كورونا المستجد، الذي ينحدر من عائلة "الفيروسات التاجية". لكن الشيء بالشيء يُذكر؛ بعض المصابين بكوفيد-19 لديهم التهاب رئوي. في هذه الحالة يتم استخدام المضاد حيوي لمعالجة الالتهاب.


2. دواء الملاريا: لا يوجد ‏أي دليل علمي أن هيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine) يقضي على كوفيد-19 أو الوقاية منه. ‏ بل على العكس، فإن استعماله دون إشراف طبي يمكن أن يسبب ‏آثاراً جانبية خطيرة تصل إلى الوفاة. في مصر، تُظهر الإحصائيات أن استخدامه -تحت إشراف طبي-في الحالات المصابة يساعد على تقليل فترة المرض، ليس القضاء على المرض أو الوقاية منه.


3. تطعيم الدرن: لا يوجد حتى هذه اللحظة أي تطعيم يحمي من فيروس كورونا المستجد. هذا الفيروس جديد تماماً ومختلف، ويحتاج إلى تطعيم خاص به. حالياً يعمل الباحثون على إيجاد لقاح مضاد له.


إلى الآن، لا يوجد دواء محدد للوقاية من فيروس كورونا المستجد أو علاجه. ولا يوجد أي دواء مرخص للقضاء على كوفيد-19. يحصل المصابون على علاجات تخفف الأعراض (خافض للحرارة -مسكن آلام -مهدئ للسعال... إلخ). أما الحالات الخطيرة، فيتم احتجازها بالرعاية المركزة لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي. لا زلنا في مرحلة الاختبار لأدوية متعددة في المختبرات للوصول للعلاج المناسب والتطعيم في أسرع وقت ممكن.


4. أطعمة تمنع الإصابة بالفيروس.

انتشرت العديد من الوصفات التي يدعي ناشروها أنها ساعدت على الوقاية من كوفيد-19. مثل الشطة والثوم وغيرها. بالتأكيد أن تناول أطعمة صحية يكون مفيداً ولذيذاً. لكنه لا يقي من ‏مرض كوفيد-19. احرص على نظام غذائي ‏متزن، وشرب الماء بقدر كافي، وممارسة الرياضة بشكل مستمر، ‏وأخذ قسط من النوم يتراوح من 6 إلى 8 ساعات يومياً.



5. الأطفال لا يصابون بفيروس كورونا المستجد.

جميع الأعمار معرضة للإصابة. لكن تشير الإحصائيات أن كبار السن والمصابين بحالات مرضية مزمنة (مثل الرَبْو، وداء السُكَّريّ، وأمراض القلب) تحيط بهم هالة تفاقم حالتهم في حال العدوى بالفيروس. ننصح جميع الأعمار باتباع الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من الفيروس.



6. اختبار وقف التنفس.

اختبار حبس النفس لمدة 30 ثانية دون أن تشعر بالضيق لا يعني أنك غير مصاب بمرض كوفيد-19. الطريقة الوحيدة للتأكد من الإصابة هي التحليل المختبري لمسحة طبية تؤخذ من حلق المشتبه في إصابته (PCR). وتتم بعد استشارة طبيب فيما إذا كانت الحالة تستدعي فحوصات معينة قبله مثل الأشعة المقطعية على الصدر وتحاليل الدم.



7. استخدام الكحول يمنع الإصابة.

لا شك أن الكحول وغيره من مواد التعقيم تساعد على تقليل الإصابة بالفيروس. لكن الإفراط في استخدام الكحول ينطوي على خطورة عالية. حيث أن الكحول يقضي أيضاً على الباكتيريا النافعة. كما أن الكحول يضر بالأنسجة والبشرة، ويؤدي إلى تشققات الجلد التي تعتبر مدخل للأمراض. ننصح باستخدام الماء والصابون طالما توفر. واقتصار دور الكحول على استخدامه في حالة عدم توفر الماء والصابون.



إن الطرق المثبتة لتقليل الإصابة هي غسل اليدين بانتظام، والحرص على تغطية الفم والأنف، والاحتفاظ بمسافة متر –على الأقل-بينك وبين الآخرين، وعدم لمس عينيك وفمك وأنفك.
لا تتردد في طلب المساعدة الطبية عند الشعور بأي أعراض. وابق على اطلاع دائم بآخر المستجدات في العلاج.
دمتم بأمان